عزف على اوتار الغربة
علا صوت ساعي البريد أسفل البناية ,,,
انتفضت مسرعه ,,,
هبطت السلم ,,,
خطفت الخطاب من يده ,,,
رمقها بابتسامته الباهتة وهو يغادر ,,,
قلبها يدق بعنف ,,
فتحت الخطاب ,,
احتضنت عيناها حروفه ,,,
احمرت وجنتاها في ابتسامه عذبه ,,,
تنهدت في ارتياح ,,,
همست أخيرا أنصت لصوت قلبي ,,,
سيعود ,,, سرحت بخيالها ,,,
همست باق عشرون يوما ,,,,
هبت واقفة .. تغير .. تبدل ,,
أدفئت المكان بأناملها ,,,
أشرقت شمس أيامها ,,,
تخيلته في كل ركن من أركان المكان ,,,
استرجعت حركاته سكناته ,,,
ماذا يحب ,, كيف يعايش اللحظات ,,,
تمنت لو يفي بوعده ,, أن يبقي ,,,,
أرهقها البعاد ,,,
قصمتها المسؤولية ,,
لم تعد تحتمل الوحدة ,,,
هموم أولادهما ,,
تشعر بيد الزمان تطالها.
بقي يومان ,,,
طافت بأرجاء البيت ,,,
تبسمت راضيه ,,,
أظنها جنته التي رأيتها في عينيه دوما ,,,
سيبقي ,,
أولاده يحتاجونه ,,,
أطرقت للأرض وأنا ,,,
وأنا كم أشتاق إليه ,,,,,
ألبست الأولاد ثيابهم ,,
انتظرت مرور الدقائق ,,
طرقات الباب أطارت لبها ,,
أندلف في صخبه كعادته أحتضنهم بعينيه قبل أن يحتوي الجميع بذراعيه ,,,
انتظرت حتى وزع الهدايا ,,,
لم ترغب في شيء سواه هو هديتها الكبرى ,,,
حين أحتوتهما غرفتهما ,,, سبحت في عينيه ,,
أبحرت معه إلي أخر بلاد العشق ,,,
عبرت شفتاه إلي أعماقه ,,
أعتصرها كمزنه أستوائيه تتقاطر عشقا ,,,
أعادها موجه الهادر إلي سنوات زواجهما الأولي,,
مرت ايامهما كسفينة تبحر في بحر الأحلام ,, يتقاسمان العمر,,
يتسامران في سعاده.
لمعت دمعه بعينيه ,,
ربت علي كتفيها في حنو تساقطت الكلمات من فمه ثقيلة ,,,
حان موعد الرحيل ,,
تعلم أنه حتمي ,,
لكنها أرادت إبقائه و لبضعة أيام ,,
فتر ثغره عن ابتسامه ,,
وهو يردد ثم بعد ,,
لمعت الدموع بعينيها,,
أحتضنها ,,,
ضمها لصدره ,,
يشعر بدموعها كسياط تجلد قلبه ,,,
تنهد ,, داعب خصلات شعرها ,,,
قبلها وهو يمسح لؤلؤ عينيها المتناثر دمعا ,,,
همس يكفيني ألم البعاد عنكم ,,,
غربتي غالية ,,
لكنها لأجلكم ,,
أطرقت إلي الأرض ,,
همست في إنكسار ولكن إلي متي؟ ,,
قلب شفتيه ,, أومأ لا أعلم ,,,
ربما لنهاية العمر ,,,
طفر الدمع من عينيها ,,
حاول التماسك ,,,