[ لم أزل حيا ]
للنسر ..
محمود درويش ....
نعرف أنك
تنعينا
فقد فاضت بك الروح
امتلاءا
وفاضت في أماسينا
خواءا ...
نعرف أنك
تشدو الآن
- كما كنتَ -
تماما
حين أجلوك عن المهد
فأترعت كؤوس النازحين
صبابات عشق
ولونت الخيام
ضياءا ...
نعرف وجهك
حين ترف اللحظة
في ذاكرة المد
وما نلبث أن ننسى
كيف تخاطرنا
وإياك
سنينا
نحن سكبناها
على قارعة الكأس
وفي زيد
وعمرو
وأنت تلألأت
ثراءا ...
نعرف
أن [ البروة ]
أزجت يمامتها
وشعت
في مآقينا
منذ ستين
وما زلتَ تشدو
قوافيك
تباعا
وما زلنا حيارى
نرقب صقرا
قرشيا
معتصما .. ربما
أو بعض السراب
نحن يا درويش
ما زلنا نياما
نحن لا نملك
أرضا
ولا نمخر بحرا
ولا نطوي
سماءا ...
نعرف أنك
[ كل ما في الأمر
أني
لا أصدق
غير حدسي
لم أزل حيا ]
وأنا
مواتا
كل أحاديثك
وهج يضيء
وكل الحروف
عداك
هراءا ...
أيها الطالع
من حقول الروح
ومن بوح السنابل
لم يخب حدسك
مازلت حيا
ومازلنا
هباءا .....